الكافي فى فقه الإمام أحمد بن حنبل
الكافي فى فقه الإمام أحمد بن حنبل
تأليف موفق الدين عبد الله بن قدامة المقدسي
التعريف بالكتاب:
كتاب العمدة من أهم المتون في الفقه الحنبلي، اقتصر فيه مؤلفه على القول المعتمد في المذهب، وصاغه بأسلوب سهل وعبارة سلسة تعين الطالب على دراسته وحفظه.
تناوله العلماء قديماً وحديثاً بالشرح والتدريس، واعتمدته كثير من المدارس والمعاهد في مقرراتها.
6 – ترجمة ابن قدامة المقدسي:
هو: موفق الدين أبو محمد عبد الله بن أحمد بن قدامة بن مقدام من ذرية سالم بن عمر بن الخطاب العدوي القرشي المقدسي الجمَّاعيلي والدمشقي الصالحي أحد أئمة وشيوخ المذهب الحنبلي.
ولد بجمَّاعيل (تسمى اليوم جماعين) من عمل نابلس في فلسطين سنة 541 هـ / 1146 – 1147 م وفي تلك السنة قامت الحملة الصليبية الثانية بقيادة لويس السابع ملك فرنسا، وكونراد الثالث ملك ألمانيا ،وبد ذلك بثمان سنوات استولى الصليبيون على فلسطين فهاجر أحمد بن قدامة مع أسرته إلى دمشق،
وطلب عبد الله العلم في دمشق، ثم في بغداد حيث رحل إليها هو وابن خالته الحافظ عبد الغني المقدسي صاحب عمدة الأحكام والمحدث الكبير المتوفى سنة 600 هـ، فدرسا شيخ الحنابلة عبد القادر الجيلاني، وغيره من مشايخ بغداد، وقد خدم الموفق المقدسي المذهب الحنبلي خدمة عظيمة بمؤلفاته المفيدة،
ومنها: العمدة، والمقنع، والكافي في فقه الامام أحمد بن حنبل، والمغني. ولما زحف صلاح الدين الأيوبي جيوش الإسلام لتحرير فلسطين في شهر المحرم سنة 583 هـ/ 1187م كان الشيخ ابن قدامة في مقدمة تلك الجيوش، وشرفه الله بالمشاركة حصار الكرك، وعكا، وفتح طبرية، ومعركة حطين.
وشارك الشيخ ابن قدامة مع صلاح الدين في تحرير طبريا وعكا والناصرة وقيسارية وصفورية وتبنين وصيدا، وتحرير بيروت في 29 جمادى الأولى، وتحرير عسقلان، وفتح القدس يوم الجمعة 27 من شهر رجب الفرد، ونصب فيها المنبر الذي أرسله نور الدين بن محمود زنكي، وكان الشيخ ابن قدامة في الثانية والأربعين من عمره،
وكان يقضي وقته بين التدريس والجهاد في سبيل الله، ولما بلغ التاسعة والسبعين من عمره وافاه الأجل يوم عيد الفطر المبارك سنة 620 هـ/ 1223 م، ودفن في مغارة التوبة بمدينة دمشق.
قال العلماء عنه:
قال أبو عمرو بن الصلاح: مارأيت مثل الشيخ موفق.
قال ابن رجب الحنبلي : الفقيه الزاهد الإمام شيخ الإسلام وأحد الأعلام، وقال أيضا : هو إمام الأئمة ومفتي الأمة خصه الله بالفضل الوافر والخاطر الماطر، طنّت في ذكره الأمصار وضنّت بمثله الأعصار.
وصفه الذهبي بأنه كان من بحور العلم وأذكياء العالم.
قال الكتبي ــ صاحب فوات الوفيات ــ : كان إماما حجة مصنفا متفننا محررا متبحرا في العلم كبير القدر.
نقل الذهبي عن الضياء المقدسي قوله : سمعت المفتي أبا بكر محمد بن معالي بن غنيمة يقول : ما أعرف أحدا في زماننا أدرك درجة الاجتهاد إلا الموفق.
قال الصفدي : كان أوحد زمانه إمام في علم الخلاف والفرائض والأصول والفقه والنحو والحساب والنجوم السيارة والمنازل.